12
العدد • 8آب /أغسطس August 2010
من الصحافة الدنماركية
www.akhbar.dk
ننشر في هذه الصفحة مقاالت مختارة ومترجمة من الصحف الدنماركية ،مع التنويه بأن ((أخبار الدانمارك)) ال تتبنى اآلراء الواردة فيها.
زعيمة المعارضة ووزيرة الخارجية جنتا على نفسيهما
� الدامنارك أخبــــــار www.akhbar.dk
Danmarks Nyheder
ترجمة :عي�سى عبده
حان الوقت لكي تستجمع الحكومة قواها برلينسك تذنه ()2010/8/1
بوليتيكن ()2010/7/31
قد يكون من البديه���ي أال يقوم أحد بدفع ضرائب تزيد عن ما نص���ت عليه القوانين، وكذل���ك فإنه من البديه���ي أال يفرط أحد في فرصة لقضاء عطلة مع أسرته إال القليلين، فهذه هي طبيعة البشر عامة ،ولكن ما حدث مع هيله تورننج سميت -زعيمة المعارضة- ولينه اسبرس���ن -وزي���رة الخارجية -يبين أن هن���اك قاعدتي���ن إضافيتي���ن ،األولى أن ً مخالفا يكون تفكيرك ف���ي التزامك الضريبي لمصداقيتك ،والثانية هي أن أي وزير يشغل ً ً مهما ال يستطيع التعايش مع التشكيك منصبا في قدراته وأهليته. ومن المع���روف أن هيل���ه تورننج ولينه اسبرسن تش���غالن منصبين على درجة من الحساس���ية ،كما أنهما على دراية تامة بما تحمله هذه المناصب من مهمات والتزامات، كما أن أي مشاكل قد تبدو شخصية لهما فإنها تعتبر أكثر من ذلك بالنسبة لنا نحن الناخبين، فهي تعتبر مشاكل في القيادة بالنسبة لنا. فقد اس���تخدمت وزي���رة الخارجية -لينه اسبرسن -سلطتها كرئيسة لحزب المحافظين لكي تطالب بمنص���ب وزير الخارجية والذي كان يش���غله زميلها في الح���زب -بير مولر- وال���ذي كان يتمتع بش���عبية ومصداقية لدي الناخبين. ولذلك فإنها إن لم تك���ن قادرة على إثبات قدراتها أو عمل ما لم يستطع زميلها السابق- الذي طردته من منصبه -عمله من قبل ،فيجب عليها وحدها أن تتحمل النتائج والعواقب التي
ال تخفى على أحد وه���ي ضعف مصداقيتها كرئيسة للحزب وكوزيرة للخارجية. خيبة أمل للناخبين أما هيل���ه تورنن���ج -رئيس���ة المعارضة ورئيس���ة الحزب االش���تراكي الديمقراطي- فكانت مس���تعدة وعلى الفور لرد االنتقادات الموجهة إلى زوجها بس���بب تهربه من دفع بعض الضرائب ،فقد أعربت عن نيتها في أن تترك األمر لمصلحة الضرائب كي يقرروا ما أيضا ً ً ً حال مناسبا ،وهذا ما رآه البعض يرونه ً وسطا لهذه األزمة. ولكن األيام الماضية كشفت لنا أن ما تسميه هيله تورننج باإلهمال والتقصير من جانبها في العديد من تصريحاتها ومحاوالت تحسينها ً ً ضريبيا ،وهي تهربا لصورتها ال يعتب���ر إال بذلك قد وضعت نفسها محل شك وشبهة. وق���د تمثل ه���ذه األزمة خيب���ة أمل كبيرة لمبادئ الحزب الذي ترأسه وكذلك للناخبين، فالعواقب قد تكون وخيمة بصرف النظر عن العواقب القانونية ،ولكنها قد فقدت مصداقيتها كرئيس���ة للحزب وكرئيسة محتملة للحكومة القادمة. ولذلك فنحن نرغب في قادة سياس���يين ال يمثلون الشعب وحدهم بل نرغب في قادة على تواصل مع الشعب ،كما أننا ال نرغب في قادة يمثلوننا بشكل سيء أو قادة ال يملكون ً وقتا سوى للتفكير في أنفسهم.
أزمة الرفاهية االجتماعية
تسببت األزمة االقتصادية في الكثير من الجدل والنقاش ،ونادر ًا ما نرى خبراء االقتصاد على هذا الحال من عدم االتفاق حول ما إذا كان االقتصاد الدنماركي يتعافى من عدمه. فمن ناحية نس���مع بعض التحليالت التي تش���ير إلى وجود تصدع كبير في سوق العقارات كما أنها تشير إلى أزمة في مستوى الرفاهية االجتماعية ،ومن ناحية أخرى نسمع من يرد ويعد بتحسن األوضاع حي���ث أن األزمة االقتصادية لم تؤثر بالق���در الذي كان يتوقعه الكثير من المتشائمين. وفي حقيقة األمر فإن لكل طرف م���ن الطرفين الحق في االعتزاز والتمس���ك برأيه ،ولما ال ولكل واحد منهما م���ا يؤيد رأيه ،فالوضع الحالي يعد بالكثير على المدى القريب بالرغم من ارتفاع نسبة البطالة بقدر ضئيل في الشهر السادس /يونيه إال أن األزمة مازالت بعيدة عن التأثير على سوق العمل بشكل كبير. وتش���ير بعض المؤشرات المختلفة إلى أن الشركات والمستهلكين قد عادت إليهم الثقة في مستقبل أفضل ،ومع أنها ثقة يشوبها الكثير م���ن الحذر إال أنها تعتبر تغير ًا كبير ًا في الظروف الحالية والتي كانت توحي برجوع األزمة من جديد. ونحن بطبيعة الحال نأمل بأن تتحول بوادر انفراج األزمة هذه في الشهور القادمة إلى نمو اقتصادي ،وإذا ما تم هذا فسيكون االقتصاد الدنمارك���ي قد اهتز بق���وة أكثر من بعض الدول األخرى المش���ابهة القتصادنا ولكن ليس بالقوة التي كان يتوقعها الكثيرون.
قد يتلهف رئيس الوزراء -الرس لوكه راسموسن- إلى انتخابات برلمانية اآلن في ظل أزمة المصداقية التي تعاني منها رئيسة الحزب االشتراكي الديمقراطي- هيله تورننج سميت ،ولكن يجب عليه ً أوال أن يضبط أموره داخل التكتل األزرق (حزب اليسار الحاكم -حزب المحافظين -حزب الشعب الدنماركي) الذي يرأسه. ً تماما عما آلت من المؤكد أن رئيس الوزراء راضي ً سياس���يا ،على عكس ما إليه األمور في هذا الصيف تعانيه رئاسة حزبي المحافظين والحزب االشتراكي الديمقراطي ،فرئيس���تي الحزبين استطاعتا أن تجذبا انتباه اإلعالم إلى حياتهما الشخصية في فترة الصيف وهو ما ال يتمناه أي سياسي. ونح���ن نقترب من فترة الخريف ،فال ش���كك وأننا سنشهد فترة مليئة باألحداث ،فالفترة القادمة تحمل في طياتها الكثير والكثي���ر مثل القوانين االقتصادية التقش���فية الجديدة لع���ام ،2011وكذلك ما تبقي من ً نهائيا إلى اآلن، األزم���ة االقتصادية التي لم تنف���رج أض���ف إلى ذل���ك االحتياج الكبير إل���ى تحقيق معدل نمو وخلق ف���رص جديدة للعمل في القطاع الخاص، كم���ا يمكن للم���رء كالعادة أن ينتظ���ر خروج حزب الش���عب الدنماركي بما هو جديد ،فقد عودنا الحزب أن يخرج في ش���هر أغسطس بما من شأنه أن يجدد الجدل والنقاش الدائرين حول األجانب ،وبما يتحدى به الحكومة بصفة عامة وح���زب المحافظين بصفة خاصة. وفي وضع كه���ذا قد يفكر رئيس الوزراء في فوز س���ريع باالنتخابات على حساب المعارضة ،وهذا ما يقول به ح���زب المحافظين الذين يرون بأن الفرصة سانحة للفوز باالنتخابات ،ولكن على رئيس الوزراء ً سريعا إذا ما راودته، أن يخرج هذه الفكرة من رأسه وذلك ألن التكتل األزرق الذي يقوده رئيس الوزراء لم تتحس���ن أوضاعه بل إنها كما هي ،والفرصة بأن يُ هزم من قبل المعارضة في االنتخابات القادمة مازالت قائمة. فرئيس���ة المعارض���ة -هيله تورننج س���ميت -قد ً نس���بيا في تجاوز أزمتها وذلك بعد ما قطعت نجحت أجازتها فور س���ماعها بما قيل غي���ر مكترثة بما قد تواجهه من أس���ئلة مباشرة لتأتي وتعتذر أمام جميع
المحطات التليفزيونية عن الخطأ الذي وقع في تسليم عدد األسابيع التي يقيمها زوجها في الدنمارك ،وكما يقول مركز -جالوب للتحليالت -إن كل ما يُ ؤخذ على رئيسة المعارضة أنها ال تحسن العد ،وأن هذا الخطأ لن يك���ون بالغ األثر على الناخبي���ن الذين يفضلون التصويت لصالحها. وكذلك فإن رئيسة حزب المحافظين -لينه اسبسن- والعائدة من أجازته���ا الصيفية ،أمامها مهمة كبيرة وثقيلة من أجل انتشال حزبها من الشعبية المتدنية التي يمر بها ومن أجل إعادة خلق الثقة بينها وبين ناخبيها ومؤيديها كرئيسة للحزب وكوزيرة للخارجية. وقد يجعل الترنح ال���ذي يعاني منه التكتل األحمر (الح���زب االش���تراكي الديمقراطي -حزب الش���عب االشتراكي -الراديكيل) الذي ينتظر معرفة ما إذا كانت رئيسته ستوجه لها قضية بالتهرب الضريبي أم ال ،قد يجعل الفرصة مواتية للتكتل األزرق في أن يجمع شمله من جديد ،ولكن ً أوال يجب أن يجتمع رؤساء األحزاب الثالثة ( الرس لوكه رئيس حزب اليسار الحاكم -لينه اسبسن رئيسة حزب المحافظين -بيا كاسجورد رئيسة حزب الشعب الدنماركي) في خالل هذا األسبوع ،كما يج���ب على حزب الش���عب الدنماركي أن يتوقف عن الضربات التي يوجهها لحزب المحافظين ،ألن سقوط ً وداعا حزب المحافظين في االنتخابات القادمة يعني للحكومة الرأسمالية. ثم بعد ذل���ك البد من الخروج ببع���ض المبادرات والخطط المش���تركة من خالل االجتماعات الصيفية في شهر أغس���طس ،حتى تثبت الحكومة أنه مازال لديها ما تقدمه ،وأن أحزابها مازالت قادرة على العمل الجماعي ،وصحي���ح أن كل حزب من أحزاب التكتل األزرق لدي���ه قضاياه الهامة ولكن هذه األمور يمكن تسويتها. وخالصة القول هي أنه إذا ما نجح رئيس الوزراء في لم شمل هذه األحزاب في خالل األسابيع القادمة، وإذا ما استمرت األزمة التي تواجهها رئيسة التكتل األحمر في خلق الصعوبات والمش���اكل لها ،فحينها يمكن القول بأن التكتل األزرق على مش���ارف الفوز باالنتخابات القادمة إذا ما أقيمت في أواخر الخريف وليس قبل ذلك.
يوالنس بوستن ()2010/8/3
وقد يضلل الوضع هنا في الدنمارك الكثير فيعتقدوا أن االقتصاد الدنماركي مزده���ر إلى أقصى درجاته بصرف النظ���ر عما خلفت���ه األزمة ،ولكن االقتص���اد الدنماركي يعاني في حقيقة األمر من بعض المش���اكل الخطيرة التي ق���د تعصف بعقود الرفاهية االجتماعية إلى الوراء ،وهنا يأتي دور رجال االقتصاد ،فهم يعرفون ما هي المشاكل المتوقعة ،وقد بدأ العمل عليها بالفعل. ولعل من أكبر المشاكل التي تواجه االقتصاد الدنماركي ،هي المشكلة التي تركز عليها كبرى الشركات الدنماركية ،وهي أن الدنمارك تفقد الكثير من الوظائف الصناعية والعلمية ،وذلك نظر ًا العتماد اقتصادها عل���ى اإلنتاج القادم من البالد ذات العمالة المنخفضة األجور ،واألمر ليس ببعيد كذلك عن الوظائف اإلدارية المتبقية ،حيث تتوقع الشركات أن تجد صعوبة في س���د هذه الوظائف بعد عدة سنين ،كما يتوقع أن يكون عدد الخارجين من س���وق العمل أكبر من الداخلين إليه ،أضف إل���ى ذلك أن األجيال القادمة وألول مرة لن تكون على نفس القدر من العلم والكفاءة كاألجيال السابقة ،ولكن هذا لم يمنع الدنمارك من ناحية أخرى من أن تبدأ في وضع األساسات من أجل نمو اقتصادي قوي في المستقبل ومن أجل مجتمع أكثر رفاهية في العقود القادمة. ولكن أكثر ما يؤلم في األمر هي الردود التي جاءت من قبل ممثلي الشعب في البرلمان من كال التكتلين ،فقد ضحوا بالتهديدات والمشاكل التي من المتوقع أن تؤثر علينا على المدى البعيد من أجل منافع على
الم���دى القريب ،ولذلك فإن اإلحاطة بكل تل���ك الخبرات قد تجعل من الصعب على الش���خص تصديق أن "باقة النمو" والتي س���تتقدم بها الحكومة عند بدء العمل في البرلمان مرة أخرى قد تعالج هذه المشكالت أو قد تحدث إصالحات وتعديالت في المستقبل القريب أو البعيد. ولكن ما يطمئن هو أن سبل التقويم معروفة وواضحة ومنها ،المزيد من التعليم وكذلك التحسين من نوعيته ،كما أن إطالة فترة العمل داخل س���وق العمل للقادرين على ذلك يعتب���ر أحد الطرق ولكن ذلك يتطلب مكافئتهم بضرائب أقل ،وكذلك التقليل من المصاريف العامة المتعلقة بالرفاهية االجتماعية. ً ً فعاال وس���ريع ًا من أجل إحالل الس���نين تدخال ولك���ن األمر يتطلب الماضية بما خلفته بمجتمع قادر ومبني على أس���س س���ليمة تحقق الرفاهية االجتماعية. ولن نتمكن من هذا إال إذا التزمنا بجدول عمل يحررنا من هذا الموقف الذي يفتقر إلى المضمون والرؤية والذي يتسارع فيه األشخاص إلى تغيير جدول العمل من أجل مصالحهم متناس���ين بذلك ما هو أهم من ذلك أال وهو مستقبل الدنمارك.