3 3
مـحـلـيـات السوق السوداء
بين تعويض البطالة واالستغالل
بــعــد سنتين مــن إنــطــاق الــثــورة السورية،وإستخدام جيش األسد أشد مستويات العنف،وصلت حالة البالد لمستوى اقتصادي متدهور،وكثرت حالة الفقر وانتشار النازحين في الطرقات من الذين فقدوا منازلهم ،ماساعد على انتشار ظاهرة «السوق السوداء» نتيجة انتشار البطالة ،فمن يعمل اليوم بتلك السوق إما شخص لحق بمكان عمله القصف والدمار فعازته الحاجة لسد متطلبات أسرته ،أوأحد باعة المسروقات التي أخذها عناصر األسد من منازل اقتحموها في المناطق الساخنة في دمشق ،وعرضوها للبيع على البسطات في المناطق الموالية لألسد ،كمنطقة السومرية التي اشتهرت ببيع المسروقات ،وهناك صنف ثالث لهم معارف من األمــن يستغلون أي أزمة تحدث على أحد المواد الضرورية للمواطنين لبيعها على البسطات، يساعدهم هــؤالء العناصر المعروف عدم التزامهم بالدور لتأمين هذه المواد، ومــن ثـ َم يتم بيعها على البسطات وتقاسمهم لألرباح.، ويذكر أن ربطة الخبز تباع اليوم في السوق السوداء بسعر ( )50ليرة بينما وصل سعرها في األيام التي تفاقمت فيها األزمــة إلى ( )75ليرة ،الوضع نفسه ينطبق على األزمــات األخــرى كالـ(لبانزين،والمازوت،والغاز) فالسعر يرتفع ألضعاف عن الموجود في المركز الحكومي. ولم يسلم الصنف األول الذي يعمل بهذه المهنة نتيجة تضرره ،بل ضارب عليه أعــوان النظام أيض ًا في هذه المهنة لكن الفرق بينهما أن األول من الممكن أن ينتظر أكثر من ( )5ساعات على الــدور ليحصل على المادة التي سيبيعها،ويحصل منها ربح بسيط يسد َ رمق أسرته،والثاني يأخذه خالل دقائق بطرق ملتوية ويبيعها بنفس السعر دون جهد وتعب.
اإلثنين | 1نيسان 2013
السنة الثانية | العدد 32
التزود للحياة من سوق الموت
سوق الهال ،اشتباكات وآليات عسكرية وحياة تأبى التوقف عهد الشام -مراسلين
يعتبر المجمع الــذي يحوي سوقي الزبلطاني والهال من األســـواق الرئيسية التي تمد العاصمة دمــشــق باألغذية الرئيسية والخضار ،ويواجه تجار تلك المنطقة ٍ صعوبات ومخاطرٍ عديد ٍة في هذه األيام بعد أن كامل أصبح السوق محت ًال بشكل ٍ ٍ ومحصنة من قبل قوات األسد، َ بالقناصة والمتاريس اإلسمنتية والحواجز خوف ًا من تقدم الجيش الحر المتواجد في جوبر إلى داخل دمشق عبر هــذا السوق ،حيث اتَخذت عناصر األسد من مجمع ( )8آذار وفرع الجوية على باب سوق الزبلطاني مركز ًا لتواجدها ،وفي جولة لجريدة»عهد الشام» بسوق الزبلطاني تحدّث أحد التجار عن المعاناة اليومية قائ ًال »:الطيران الحربي والقصف مسموع بشكل واضح ،كما تع َرض السوق أكثر من مرة لسقوط قذائف هاون خالل استهداف جيش األسد لحي جوبر ،ما أدى إلرتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين». كما يعاني التجار من مضايقات جنود األسد حيث أن معظم الشباب العاملين في السوق من الريف الدمشقي ،ماع َرض السوق للمداهمات واإلعتقاالت المتكررة ،و ُيذكر أنه عندما أسقط الجيش الحر في
2012-8-27طائرة هولكبتر لق َوات األسد في حي جوبر اعتلت أصوات التكبير والفرحة من سوقي الزبلطاني والهال فر َد عناصر األسد المتواجدين في فرع الجوية بإطالق النار العشوائي على المحالت، ما تسبب بارتقاء شهداء وجرح العديد ،ثم دخلوا بعدها للمحالت وأتموا عملية اإلنتقام بتخريب بضائع التجار ،وفي ظل هذه األوضــاع تضاءلت مبيعات سوق الزبلطاني بسبب خطورة الذهاب إليه، ومن المتوقع إغالق التجار محالتهم في المرحلة القادمة اذا اقتربت المعركة الدائرة في جوبر بين الجيشين الحر والنظامي أكثر خاص ًة ّأن األول يحققُ انتصارات وتقدم ًا ملحوظ ًا اتجاه دمشق. ٍ
بعد التدمير والتعطيل دعوات لنقل المنشآت الصناعية للساحل !! تعمل حكومة األسد على تعويض خسارتها للمنشآت الصناعية في المناطق التي خرجت عن سيطرتها وأصبحت تحت سيطرة الجيش الحر وخاصة في محافظتي دمشق وحلب،وذلك بإقامة منشآت أخرى في مناطق الساحل السوري،بحسب تصريح أدلى به «فارس الشهابي» رئيس إتحاد غرف الصناعة في دمشق وحلب في صفحته الشخصية على مواقع التواصل اإلجتماعي حيث قال« :نؤيد بقوة أي إجراء يشجع لنقل المنشآت الصناعية الى المناطق اآلمنة و خصوص ًا في الساحل» وب َرر الشهابي ذلك المطلب ِ بأنه لتنشيط حركة الصناعة في الساحل والمساهمة بمكافحة البطالة،وبحسب المراقبون للوضع في دمشق فإن نسبة البطالة فيها أعلى بكثير من أي محافظة أخرى بسبب االزدياد المتنامي لعدد السكان الناتج عن حاالت النزوح من الريف الدمشقي والمحافظات األخرى،وتع ُرض الكثير من المنشآت الصناعية والخاصة الموجودة في المناطق الساخنة من دمشق والتي كانت تشغل معظم األيدي العاملة العا ِمة َ للقصف الممنهج من جيش األسد،وتوقفها عن العمل نظر ًا ألوضاع هذه المناطق،مادفع معظم أصحاب المعامل للسفروإستثمار صناعاتهم في دول الجوار،وذكر «الشهابي» في لقاء عبر قناة الميادين أنه يوجد حوالي()44منطقة صناعية كلها خارجة عن سيطرة «الدولة».