العام العالمي رد الاعتبار للمواطن الجزائري حيثما كان .وعندها فقط تتمكن الدولة الجزائر ية المحترمة من
التعاون ،والتحالف مع المجتمع الدولي في كل المجالات ،وعلى جميع الأصعدة بكل سيادة واستقلالية. 3ـ ضحايا الإرهاب وذوو الحقوق 9
إن هذه الفئة من المواطنين ليست ضحية لدوامة الموت فقط ،بل هي أيضا ضحية لما صاحبها من
حم لات الدعا ية والت ضليل والانتهاز ية ؛ ذ لك أن ال مواطنين ال مدنيين ا لذين اخ تاروا الانح ياز إ لى ال سلطة الانقلابية طوعا أو كرها ،إنما قاموا بالاستيلاء على مكسب مستحق لمواطنين جزائر يين مثلهم ،بطرق غير شرعية ؛ سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوه .وقد كان الجميع يتقاضى مقابل موقفه أو فعله ذلك أجرا وافيا
أو مجز يا من طرف السلطة التي استأجرته أنذاك .وكذلك المرؤوسين من العسكر يين الذين وضعتهم قيادتهم أمام الأمر الواقع مرغمين على مواجهة شر يحة من شعبهم ،والقيام بعمل لا مكان له في نظام الخدمة في
الجيش الوطني الشعبي ،ولا القانون العسكري ؛ باعتبار رئيس الجمهور ية الم عزول تحت التهديد هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ،والقاضي الأول للبلاد .كل هؤلاء هم فعلا ضحايا آلة الدمار التي أدارها غيرهم دون است شارتهم ،ولـ كن عددا غ ير قل يل منهم اغ تروا بت حر يض ق يادات سيا سية و ع سكر ية غ ير م سؤولة
وتحم سوا لل عدوان ،و اقتح موا ن فق الجري مة المظ لم بج نون وكان ضحاياهم من ال مواطنين الجزا ئر يين الأبر ياء بعشرات الآلاف .ولذلك ينبغي على أنصار المصالحة الوطنية
ـ بمن فيهم المطالبين بحق هذه الفئة
ـ أن
يتكفلوا بقضية هؤلاء بكل شفافية ؛ ليتبينوا الضحية من المذنب ،وتكون الحقيقة هي غايتهم الأولى قبل
المطالبة بمز يد من الغنائم على حساب الضحايا الحقيقيين .وليس مهما بعد ذلك أن يتم التراضي بين الخصوم على العفو أو التعو يض ؛ لأن الجميع سيحققون النصر على جبهة معادية واحدة ،يمثلها الانتهاز يون وسماسرة
الدم ،الذين لا يفرقون بين الضحية وجلادها .ثم يبقى على الدولة أن تساعد الجميع في تحقيق ما تم التراضي عليه .ورغم أن هذا يتطلب قدرا كبيرا من الشجاعة والمروءة ،لـكنه يبقى السلوك الصحيح الذي ينبغي
أن يتحلى به المخلصون في تبنيهم للدفاع عن هذه الفئة .ولا ينبغي بحال من الأحوال أن يطمع أحد في تمجيد المجرمين تحت أي مسمى كان ،أو مكافأتهم على مخالفة القانون ،بل حقهم المحفوظ هو إنصافهم ،ويبقى الع فو عنهم ،والتك فل بذويهم من ا لإجراءات ال تي ت ندرج في م شروع الم صالحة الوطن ية ا لذي يط مح
للتكفل بالجميع كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات. 4ـ المفقودون 9
وهؤلاء هم الضحية الحقيقية بكل معانيها ؛ لأنهم ظلموا أكثر من مرة ؛ مرة عند اعتقالهم من
طرف مختطفيهم بغير وجه حق ،وبطر يقة مخالفة للقانون ،ومرة عندما ع ذبوا وقت لوا دون أن تثبت عليهم
تهمة أو يحاكموا ،ومرة عندما حرموا من أبسط حقوق الموتى على الأحياء ،وهو الصلاة عليهم ،والحفاظ 277