يا سي لخ ضر! ل قد ك نتَ ضابطا مثال يا ع ندما ك نت أمي نا في مك تب الم قدم حشي شي ذات يوم و ل كن
الظاهر أن هذه الأز مة جن ّنت الجم يع .ثم قلت :ناولني ال هاتف و سأ صلك بمن يحم ِ ّلك الم سؤولية يا ح ضرة
الرا ئد .و يمك نك أن ت قول له بأ نك ست ضعني في ال سجن .و أن صحك أن تب عد ال سماعة عن أذ نك لأ نك ستسمع ما لا ي َس ُرّك .فطلب مني الرقم وهو يقول :رقم من هذا؟ قلت :أطْ ل ُبه و اسْ أل ْه ُ .و هنا تناول الرائد
سماعة التلفون و ات صل بقائد الق طاع و استف سر عن ر قم التلفون ليأت يه الخبر اليقين ب عد خمس د قائق...
ل ست أدري ما ق يل له و ل كن الر جل انق لب مرة وا حدة و اتّ جه إ ليّ قائ لا :يا أ خي ل ماذا لم تخبر ني من
البدا ية؟ ل قد أحرجت ني يا سي شو شان و أ نا أع تذر لك ع لى ما ح صل و و الل ّه إن جم يع الم سؤولين ع لى مستوى الولاية يعرفون بأنكم عائلة وطنية مجاهدة و ل كن الأمور اختلطت علينا و لم نعد نفهم شيئا ...أنا
آسف ج ّدا على سوء التفاهم الذي و قع و الملازم الذي تسبب لنا في هذه المشكلة سيدفع ثمن غلطته... ن أولادي في انتظاري .قال: تج ِد ُوا وسيلة نقل توصلني إلى المنيعة لأ ّ فقاطعته قائلا :الذي يهمني هو أن َ
فورا سأطلب لك سيارة أجرة .قلت :لن أركب مع أحد حتى تدفعوا له ثمن التذكرة نقدا كما دفعتها أنا نقدا لشركة نقل المسافرين .و فعلا حصل .و سبقتني التعليمات تح ّذِر مصالح الدرك على مستوى ولاية غارداية
من التعرض لي .و منذ ذلك الحين أصبح عناصر الأمن يعاملونني باحترام دون أن يفهموا شيئا.
هذا السلوك ليس معزولا طبعا ،فقد سبقه حدث صغير من جنسه أثناء عودتي الأولى في بلدية
القرارة .ح يث تم ّ توق يف وا لدي الحاج إ براهيم من طرف فر قة الدرك بطر يقة تع سفية و سألوه ع ني و
أمروه أن يبل ِّغني بأنني إذا لم أت قدم إلى مقر فرقة الدرك للتبل يغ و توقيع محضر لديهم فسيأتون لاعت قالي. فكلمتهم بال هاتف و وبختهم بطر يقة فه موا من ها أن ني ما ز لت في الخد مة فتعمدوا اعتراض طر يق الوا لد و
اعتذروا له و أرسلوا معه الت ّحية .رغم أن الوالد رحمه الل ّه كان في الحالتين مثالا للمجاهد المخلص المنضبط الجدير بالتقدير من طرف الجميع.
الشاهد في هاتين الحادثتين هو أن طغيان القيادة العسكر ية لم يأت من فراغ .و إنما هو نتيجة لتفش ّي س ة من طرف ال مواطنين و و ضاعة الن فوس ع ند الطب قة الو سطى من س ُ ل ّم الق يادة القابل ية ل لذ ّل و الخ ّ و الم سؤولية .ف هذا الم لازم الحق ير أو م ساعد ا لدرك لم يأمره ما أ حد باعتراض ال ناس .و ل كن ا لنفس
ن لصاحبها الاستئساد على المواطنين العزل .أما ض يعة التي تطير فزعا عندما يتكلم الرصاص هي التي ت ُز َي ِ ّ ُ الو َ ِ
الرائد قائد مجموعة الدرك فهو لا يستشعر المسؤولية أ مام الل ّه و لا أمام القانون و لا يخضع لتأنيب الضمير كأنه سكران أو أبله بل إن كل ما يهم ّه هو أن يفعل شيئا يشبع شهوات سيده و يرضيه عليه حتى و لو
كان بالتعسف في اعتقال الأبر ياء و سجنهم بل حتى قتلهم.
191