من قلب الحدث مذكرات النقيب أحمد شوشان

Page 170

‫في سجن الحراش‬ ‫لم ي كن م قامي طو ي لا في سجن ال حراش لأن مدة العقو بة المح كوم ع لي ب ها كا نت ع لى و شك‬

‫الانقضاء و مع ذلك فقد كان محطة هامة في مسار تجربتي في هذه الأزمة‪ .‬تعرفت فيه على أساتذة محامين‬ ‫مطلعين على عشرات الآلاف من الملفات المتعلقة بالإسلاميين و كان على رأس هؤلاء الأساتذة الأ ستاذ‬

‫بشير مشري الذي التقيت به مجددا هناك و كان في ذلك الوقت المحامي المفضل للمتهمين بالانتماء للجيش‬

‫الإسلامي للإنقاذ و الأستاذ رشيد مسلي الذي كان مرافعا مشهورا في أوساط المساجين في سجن الحراش‬ ‫خاصة المتهمين بالانتماء للجماعة الإسلامية المسلحة و الجبهة الإسلامية‪ .‬و علاقتي بهما ما زالت مستمرة إلى‬ ‫هذه اللحظة‪ .‬و من مخازي النظام في الجزائر أن يتعرض هؤلاء الأ ساتذة المحامون و أمثالهم إلى السجن و‬

‫الته ميش و الت شهير و هم من أ عرف ال ناس بح قائق هذه الأز مة و الأ جدر بت قديم الم شورة المخل صة و‬

‫ال صائبة لحل ها بينما يعت مد في ذ لك ع لى المرتز قة و السماسرة ا لذين لا هم ل هم سوى التطب يل و التزم ير و‬ ‫التناحر على خطف الفتات من موائد الفاسدين‪ ،‬باستثناء من خلصت نيته في السعي للإصلاح ‪.‬‬

‫و مما علمته في سجن الحراش و أرى أن من المفيد توثيقه في هذه الشهادة حادثتين اختصرهما فيما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫‪ 8‬ـ حاميها حراميها‬ ‫أخبر ني الأ ستاذ الم حامي ر شيد م سلي بأن موك له و هو م هاجر في فرن سا م من عادوا إ لى الجزا ئر‬

‫للاستثمار فرضت عليه جماعة حسن حطاب ضريبة مقابل عهد أمان لمتجره ال كبير في الضاحية الشرقية‬

‫للعا صمة فق بل ال عرض‪ .‬و ب عد أ شهر ت عرض المت جر إ لى ه جوم لي لي من طرف م سلحين في زي إ سلامي‪،‬‬

‫فاتصل صاحب المتجر فورا بحسن حطاب الذي أرسل إلى عين المكان مجموعة من المسلحين الذين دخلوا‬

‫في مناوشة مع المهاجمين و حاصروهم في محيط المتجر إلى أن تدخلت دور ية من خفارة الحرس الجمهوري‬

‫و أل قت ال قبض ع لى من ب قي ح يا من الم هاجمين‪ .‬و في ال غد بدأ الم حامي إ جراءات ر فع ا لدعوى ضد‬

‫المهاجمين علما بأن حراس المتجر المسلحين كانوا قد استدعوا من طرف مخفر الشرطة صباح ذلك اليوم و‬ ‫جردوا من سلاحهم بحجة فحصه و تجديد الترخيص لحامليه‪ .‬و قد تم خطف أحد الحراس أثناء الهجوم و‬ ‫لم يفرج عنه إلا بعد التوافق على حل المشكلة‪ .‬و لذلك فإن صاحب المتجر طلب من المحامي عدم رفع‬

‫الدعوى و نسيان الموضوع لأن السلطات المعنية اتصلت به و وعدته بتعو يض خسائره كلها فورا و نقدا و‬ ‫ل كنهم حذروه في نفس الوقت من أن رفع الدعوى سيفقده كل شيء و أنه سيطالب أمام العدالة بتهمة‬

‫‪170‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.