أما العسكر يان المتمردان ال ّذان اعتقلا (ه ُلامي لخضر و شردود محمد) فقد حكم عليهما بالإعدام.
ورغم أن السلطة تدعي أنها أوقفت تنفيذ أحكام الإعدام منذ أبر يل 1993فإنني أميل إلى أنهما أ عدما
بعد ذلك بطر يقة ما لأنهما اختفيا إلى الأبد منذ نقلهما من السجن العسكري ببشار إلى السجن المركزي
بوهران بداية سنة .1993
إن هذه التجر بة المر يرة ال تي ع شناها في ال شهور ا لأولى من تفجرالأو ضاع دل يل وا ضح ع لى أن
الاستعداد للمواجهة المسلحة مع النظام لم يكن جديا حتى من طرف ما يعرف بالتيار الجهادي في الحركة
الإ سلامية في الجزا ئر .و لذلك فإن العمل المسلح من طرف الإ سلاميين لم يكن ثور يا بالمفهوم ال صحيح للكلمة وإنما كان عملا ارتجاليا غلب عليه طابع رد الفعل الذي سهل كثيرا مهمة الأجهزة الأمنية في التحكم في مسار الأحداث وتوجيهها وفق أجندة السلطة الإنقلابية .وقد جاءت تصر يحات القيادات العسكر ية
العليا مؤكدة لهذه الحقيقة حيث أن وزيري الدفاع والداخلية في حينها قدرا عدد المتمردين بأقل من أصابع
اليد في البداية مما يدل على أن السبب المباشر في تفاقم الأزمة الأمنية لا يعود لتآمر مسبق من طرف
الإ سلاميين و لا من غ يرهم ع لى أ من الدو لة ك ما يزعم المتور طون في ذ بح الجزا ئر ول ك نه ي عود لسيا سة الاستئصال المبيتة من طرف الدوائر الشريرة في النظام مما حول الأزمة من طبيعتها السياسية إلى حرب من أجل الوجود لدى شر يحة واسعة من الجزائر يين .وشت ّان بين عمل يتم التخ طيط له مسبقا وعمل يقوم
على رد الفعل.
وقد تكررت هذه المأساة في صور مختلفة مع جميع العسكر يين الذين تمردوا خلال الشهور الأولى من
انفجار الوضع مما رسخ القناعة لدى العسكر يين من أنصار المشروع الإسلامي والمتعاطفين معه بعدم جدوى
العمل المسلح بالتعاون مع المدنيين فتراجع زخم التمردات.
بل إن إلحاق المدنيين بنا في السجن العسكري سم ّم َ العلاقة الأخو ية التي جمعتنا على نصرة الحق
فاختلفت القلوب وتنافرت النفوس .ومع ذلك فقد بقي على الصعيد الشخصي رجال لم تفتنهم المحنة عن قضيتهم الحقيقية فجعلوا مرضاة الل ّه غايتهم ولولا أن قدر الل ّه سابق في ما ي جري بالجزائر لجزمت أن أولئك
ل لتحقيق النصر المبين على الباطل مهما كانت صولته .ومن هؤلاء الرجال الأخ عيسى الرجال على قلتهم أه ٌ
أوكديف ا لذي أح سبه ر جل صدق والل ّ ه ح سيبه .و هو مواطن جزا ئري من العا صمة أب لبن تين وم من شاركوا في حرب الأفغان ضد الروس ال شيوعيين .لم يعترف بتهمة الانتماء إلى جماعة الحاج عراب الذي
ورطه فيها على خلفية مساعدته في التعرف على صاحب سيارة (جي )9رغم ما تعرض له من التعذيب
على أيدي الم خابرات والشرطة ...وبعد تغير مسار التحقيق في قضيتنا على خلفية ز يارة قائد الأركان لنا في 120