مجلة حضارة الثورة /العدد الثاني

Page 5

‫الٌوم وبعد شهور من األلم تجد نفسك مرغما ً أٌضا ً ألن تقف بٌن ٌدي هذا الصنف‬ ‫من الناس ‪ ،‬فً أرض العزة والكرامة ‪ ،‬تقف على سٌرهم وعلى سوٌعات الحٌاة‬ ‫التً اعوها فً سبٌل وطن أو أمة أو قضٌة ‪ ...‬تقف لساعات طوال إن لم ٌكن ألٌام‬ ‫‪ ...‬لتتأمل فً ماهٌة النفوس التً جبلوا علٌها ‪...‬‬ ‫فما الذي جمع هؤالء على هدف واحد ‪ٌ ،‬غدون وٌروحون ‪ ،‬هجروا رفاهٌة الحٌاة‬ ‫وفارقوا األهل واألوالد ‪ ،‬وتجردوا من المطامع واألهواء ‪ ،‬لتتحول أفئدتهم إلى أشباه‬ ‫أفئدة الطٌر ‪ ،‬وجهادهم إلى جهاد المالئكة ‪ ،‬وأرواحهم كأرواح الرسل وأخالقهم‬ ‫أخالق أولٌاء ‪...‬‬ ‫ٌطوفون بالدهم ‪ ،‬لٌس طلبا ً لرزق ٌغتنم ‪ ،‬أو مال ٌجتبى أو علم ٌطلب ‪ ،‬بل بحثا ً‬ ‫عن كرامة منشودة ‪ ،‬وطلبا ً لحق مفقود ‪ ،‬واسترداد لحرٌة مهدورة ‪...‬‬ ‫ال بهجة لهم إال بالموت أو النصر ‪ ،‬دٌدنهم إعانة البؤساء ورفع الظلم عن الضعفاء‬ ‫‪...‬‬ ‫ما بالهم وكٌف هو حالهم ؟؟ لم نفروا وعالم اجتمعوا وفٌما قاتلوا ‪ ،‬إي عهد ٌجمعهم‬ ‫وأي مصلحة توحدهم ‪ ،‬وأي رابط ٌربطهم ببعضهم ‪..‬‬ ‫أرواحهم واحدة مهما فرقتهم بعد الشقة والمشقة ‪ ،‬وشتتهم عظم النائبة والكربة ‪،‬‬ ‫فتراهم بألوانهم متحدٌن كاألرض الطٌبة المباركة التً عنها ٌدافعون وألجلها‬ ‫ٌموتون وعن كرامتها ٌذودون غائلة المعتدٌن ‪...‬‬ ‫كٌف تبدلت حٌاتهم ‪ ،‬ونشطت حركاتهم وتغٌرت طبائعهم وتهذبت نفوسهم وارتقت‬ ‫أرواحهم إلى العلٌاء ‪ ،‬فدنت من حجب السماء ‪ ،‬كٌف سمت عزائمهم وارتسمت‬ ‫آفاقهم وأحالمهم وآمالهم ‪...‬‬ ‫أنت تعلم عمن أتكلم ‪ ،‬عن جند هللا الذي دعاهم إلى مٌدان المعركة الكبرى ‪ ،‬هم عند‬ ‫عهودهم متمسكٌن بالمواثٌق ‪ٌ ،‬ستشرفون النور اإللهً وٌستجلبوا الهدى بأعمال‬ ‫|‪5‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.