الٌوم وبعد شهور من األلم تجد نفسك مرغما ً أٌضا ً ألن تقف بٌن ٌدي هذا الصنف من الناس ،فً أرض العزة والكرامة ،تقف على سٌرهم وعلى سوٌعات الحٌاة التً اعوها فً سبٌل وطن أو أمة أو قضٌة ...تقف لساعات طوال إن لم ٌكن ألٌام ...لتتأمل فً ماهٌة النفوس التً جبلوا علٌها ... فما الذي جمع هؤالء على هدف واحد ٌ ،غدون وٌروحون ،هجروا رفاهٌة الحٌاة وفارقوا األهل واألوالد ،وتجردوا من المطامع واألهواء ،لتتحول أفئدتهم إلى أشباه أفئدة الطٌر ،وجهادهم إلى جهاد المالئكة ،وأرواحهم كأرواح الرسل وأخالقهم أخالق أولٌاء ... ٌطوفون بالدهم ،لٌس طلبا ً لرزق ٌغتنم ،أو مال ٌجتبى أو علم ٌطلب ،بل بحثا ً عن كرامة منشودة ،وطلبا ً لحق مفقود ،واسترداد لحرٌة مهدورة ... ال بهجة لهم إال بالموت أو النصر ،دٌدنهم إعانة البؤساء ورفع الظلم عن الضعفاء ... ما بالهم وكٌف هو حالهم ؟؟ لم نفروا وعالم اجتمعوا وفٌما قاتلوا ،إي عهد ٌجمعهم وأي مصلحة توحدهم ،وأي رابط ٌربطهم ببعضهم .. أرواحهم واحدة مهما فرقتهم بعد الشقة والمشقة ،وشتتهم عظم النائبة والكربة ، فتراهم بألوانهم متحدٌن كاألرض الطٌبة المباركة التً عنها ٌدافعون وألجلها ٌموتون وعن كرامتها ٌذودون غائلة المعتدٌن ... كٌف تبدلت حٌاتهم ،ونشطت حركاتهم وتغٌرت طبائعهم وتهذبت نفوسهم وارتقت أرواحهم إلى العلٌاء ،فدنت من حجب السماء ،كٌف سمت عزائمهم وارتسمت آفاقهم وأحالمهم وآمالهم ... أنت تعلم عمن أتكلم ،عن جند هللا الذي دعاهم إلى مٌدان المعركة الكبرى ،هم عند عهودهم متمسكٌن بالمواثٌق ٌ ،ستشرفون النور اإللهً وٌستجلبوا الهدى بأعمال |5